المرحلة الأولى من الوباء لم تنتهِ.. 4 مراحل أخرى بانتظار العالم!
منذ عامين وحتى الآن، يستمر فيروس كورونا في تفشيه في العالم عبر متحوراته المختلفة الخصائص. ومع متحوره الأخير المعروف بـ”أوميكرون”، اعتقد البعض أنّنا أصبحنا على مشارف الانتهاء من الوباء، نظراً لمميزاته، أهمّها: سريع الانتشار وخفيف الأعراض. لكنّ، ما لم يحسب له حساب، هو تصريح كبير المستشارين الطبيين للرئيس جو بايدن، الدكتور أنتوني فوسي، بقوله إنّه “ما زلنا في المراحل الأولى من المراحل الخمس للوباء”.
فما هي هذه المراحل؟ وفي أي واحدة منها تخف حدّة هذا الوباء؟
المرحلة الأولى: الوباء الحقيقي
أشار كبير المستشارين إلى أنّ المرحلة الأولى تعرف بـ”الوباء الحقيقي”، أي “المكان الذي يتأثر فيه العالم بأسره، كما نحن الآن”. ووفق حديثه مع موقع “Fortune”، هناك أربع خطوات تنتظرنا، حددها بالأسماء التالية: التباطؤ والسيطرة والقضاء والاستئصال النهائي. فكيف نحدد خصائص كل مرحلة منها؟
المرحلة الثانية: التباطؤ
بعد المرحلة الأولى، يأتي التباطؤ في عدد الحالات المؤكدة حديثاً. فبعد ارتفاع حالات “أوميكرون” كثيراً، بدأت تنخفض في العديد من البلدان التي استقر فيها البديل. ففي جنوب أفريقيا، استمرت الموجة الرابعة لكورونا لمدة 3 أسابيع فقط. كذلك، انحسرت حالات دخول المستشفيات نتيجة المتحور في بريطانيا، بعد شهر واحد فقط من الصعود الهائل الذي بدأ في منتصف كانون الأول.
في هذا السياق، قام علماء من المجموعة الاستشارية العلمية في المملكة المتحدة لحالات الطوارئ (SAGE) ببناء نماذج، يظهر أنه قد تكون هناك موجة جديدة من حالات أوميكرون في أوائل الصيف. وربط السبب بمعادوة الناس للأنشطة الاجتماعية، وبالتالي، تضعف المناعة. ولكنهم يقولون إن الحالات من غير المرجح أن ترتفع لأنها تنتمي إلى متحور أوميكرون، مستبعدةً حصول السيناريو الأسوأ الذي تمثل بـ 4000 شخص يدخلون المستشفى يومياً.
ورغم تفاؤل بعض الناس أن المناعة الطبيعية ستؤدي إلى انخفاض في عدد الحالات الجديدة، لاحظ فوسي أنه من السابق لأوانه معرفة ذلك، وقد يكون هناك دائماً متغير جديد قاب قوسين أو أدنى.
المرحلة الثالثة: المراقبة أو السيطرة
تعدّ هذه المرحلة بمرحلة السيطرة على الجائحة أو الوباء. وهذا يعني اندماج كورونا في مجموعة واسعة من الأمراض المعدية التي نشهدها عادة مثل: الإنفلونزا أو نزلات البرد. وأضاف كبير المستشارين الطبيين أنّ الوصول إلى هذه المرحلة غير ممكن إلا إذا لم يظهر متغير آخر يستعصي على الاستجابة المناعية.
وفي هذا الإطار، صنّفت حكومات مثل إسبانيا وسويسرا الفيروس كمرض مستوطن يمكن أن تتعامل معه البلدان مثل الإنفلونزا. ولكن كي يصبح مرض كوفيد مستوطناً، لا يمكن أن يكون هناك المزيد من المفاجآت حول قابلية انتقال الفيروس أو خطورته أو أي من متغيراته المستقبلية.
لذا، علّق عالم الفيروسات وأستاذ علم الأورام الجزيئي في كلية طب وارويك، الدكتور لورانس يونغ، قائلاً: “لا أعتقد أن هناك أي شيء يمكن التنبؤ به بشأن فيروس كورونا”، مضيفاً أنّ “الدخول في مرحلة متوطنة يختلف تماماً عما نشهده في الوقت الحالي”.
المرحلة الرابعة: القضاء على الجائحة
يتم القضاء على الجائحة عندما لا يزال الفيروس موجوداً في العالم، لكنّه تمت إزالته في دول معينة. ومن أجل إيضاح هذه المرحلة، استند فوسي إلى مثل عن شلل الأطفال، الذي تم القضاء عليه في العديد من البلدان في شمال الكرة الأرضية.
ولفتت أستاذة علم الأوبئة والطب في جامعة كولومبيا، الدكتورة وفاء الصدر، إلى أنّه من غير الواقعي تحديد يوم لإعلان الانتصار النهائي على تفشي وباء كورونا، والعودة إلى الحياة الطبيعية من جديد.
المرحلة الخامسة: الاستئصال
قد يكون من المستحيل الوصول إلى المرحلة الأخيرة، التي تعرف بـ “الاستئصال”. ومن وجهة نظر فوسي، أن الجدري كان المرض البشري المعدي الوحيد الذي تم القضاء عليه على الإطلاق. مضيفاً “لن يحدث هذا مع كورونا”.